بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين
أما بعد
قال تبارك وتعالى كل نَفْسٍۢ ذَآئِقَةُ ٱلْمَوْتِ ۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَٰمَةِ ۖ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ ٱلنَّارِ وَأُدْخِلَ ٱلْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ وَمَا ٱلْحَيَوٰةُ ٱلدُّنْيَآ إِلَّا مَتَٰعُ ٱلْغُرُورِ
وقال
إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ (30) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ (31) الزمر
وقال تعالى
{كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ}
الموت حق وهذه سنة الله في خلقه، ولكن فقدان الأحبة وأصحاب السير الحسنة والأخلاق له تأثير كبير على النفس، ونحن افتقدنا الأخ الحبيب الشيخ أمين ابا حاتم رحمه الله ، نعم الموت حق، والنفس المطمئنة ترجع إلى ربها راضية مرضية مطمئنة، لكننا ونحن نودع في هذه الحياة العزيز الغالي والداعية الموفق صاحب الصفات الحسنة.
إن الموت حق وكلنا سائرون في هذا الدرب ولكن خير البشر منا من تبقى ذكراه خالدة بأفعاله وأعماله الصالحة الخيرة من العلم والأخلاق والدعوة والكرم والشفاعات وتوافق الأخوة على خيرته وفضله فحقيقة كان موته موعظة أجمعين
وان العين لتدمع والقلب ليحزن ولانقول الا مايرضي ربنا وانا على فراقك يا أبا حاتم لمحزونون
اللهم أجرنا في مصيبتنا هذه وأخلف لنا خيرا منها
اللهم اغفر له وارحمه واسكنه فسيح جناتك ياذا الجلال والإكرام
وحقيقة ايها الآخوة هذه بشارة مباركة نحسبه والله حسيبه صاحب عبادة واخلاص فلقد اتفق المشايخ والدعاة وطلاب العلم من بلاد اليمن من جميع المكونات الدعوية وغيرها على الثناء عليه
و الترحم عليه وكذلك عامة الناس فهذه بشارات
نفرح بها حقيقة
فقد أخرج البخاري ومسلم من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال مُرَّ بجنازةٍ فأُثْنِيَ عليها خيرًا، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: "وجبت وجبت وجبت"، ومُرَّ بجنازة فأثني عليها شرًّا، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: "وجبت وجبت وجبت" قال عمر فِدًى لك أبي وأمي، مر بجنازة فأثني عليها خير، فقلت: وجبت وجبت وجبت، ومر بجنازة فأثني عليها شرًّا، فقلت: وجبت وجبت وجبت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أثنيتم عليه خيرًا وجبت له الجنة، ومن أثنيتم عليه شرًّا، وجبت له النار، أنتم شهداء الله في الأرض، أنتم شهداء الله في الأرض، أنتم شهداء الله في الأرض.
وأعتقد أن شاء الله أن الله جل جلاله قد وضع له القبول في الأرض
وقد تحقق فيه مصداق حديث الرسول عن أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ النَّبيُّ أبو القَاسِمِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ - إنَّ اللَّهَ إذا أحَبَّ عَبْدًا دَعا جِبْرِيلَ فقالَ: إنِّي أُحِبُّ فُلانًا فأحِبَّهُ، قالَ: فيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، ثُمَّ يُنادِي في السَّماءِ فيَقولُ: إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلانًا فأحِبُّوهُ، فيُحِبُّهُ أهْلُ السَّماءِ، قالَ ثُمَّ يُوضَعُ له القَبُولُ في الأرْضِ، وإذا أبْغَضَ عَبْدًا دَعا جِبْرِيلَ فيَقولُ: إنِّي أُبْغِضُ فُلانًا فأبْغِضْهُ، قالَ فيُبْغِضُهُ جِبْرِيلُ، ثُمَّ يُنادِي في أهْلِ السَّماءِ إنَّ اللَّهَ يُبْغِضُ فُلانًا فأبْغِضُوهُ، قالَ: فيُبْغِضُونَهُ، ثُمَّ تُوضَعُ له البَغْضاءُ في الأرْضِ.
رواه الإمام مسلم فأعتقد ان هنالك سرا بينه وبين الله سبحانه وتعالى
ومن زاوية أخرى اكسبته هذه العبادة وهذ الإخلاص
هذه المكانة المباركة والمنزلة الرفيعة موت يوم الجمعة حشود مباركة وجمع غفير على جنازته
والاهتمام البالغ بأهله وأولاده هذا شيء قلما يتوفر لشخص وصدق الله إذ يقول
قال الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا ووو 32].
ومن البشارات وفاته يوم الجمعة
الساعة السابعة والنصف صباحا
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُوتُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَوْ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ ، إِلاَّ وَقَاهُ اللَّهُ فِتْنَةَ الْقَبْرِ " [ رواه الترمذي ، وحسنه الألباني في صحيح الجامع برقم 5773 ] .
ومن البشارات الطيبة صلى عليه العلماء والدعاة وطلاب العلم مرتين مرة بجامع عبد العزيز بن باز
ومرة بحامع الرحمن وكلهم بحمد الله موحدين لله جل جلاله
عن عبد الله بن عباس : " أنه مات ابن له بقديد - أو بعسفان - فقال: يا كريب، انظر ما اجتمع له من الناس، قال: فخرجت، فإذا ناس قد اجتمعوا له، فأخبرته، فقال: تقول هم أربعون؟ قال: نعم، قال: أخرجوه، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: ما من رجل مسلم يموت، فيقوم على جنازته أربعون رجلا، لا يشركون بالله شيئا، إلا شفعهم الله فيه رواه مسلم (94
أسأل الله العظيم رب العرش ان يسكن امينا فسيح جناته وان يخلفه في عقبه خيرا
وان يحسن خاتمتنا أجمعين انه نعم المولى ونعم النصير
اللهم احسن عاقبتنا في الأمور كلها واجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
علي بن محمد المطري
22محرم ١٤٤٤